ليت شعري أي يومٍ ..يسمع الباغون فيه صرخة الموت الأكيدة

هذا أنا ..
في دموعي سابح..
وطموحي في الثرى..
هذا أنا..
في غربتي ..متلذذٌ بالوحدة..
أشكو إلى الحزن العنا..

هذا أنا ..
في عزف أشلاء الزمان
أقتات آهات القسى..
هذا أنا..
في رحلتي للكون صِحْتُ
:قد عرفت القاتل الجاني..
بين التفافات القضايا..
بدأت حكاية سافلٍ..
ثم انتهت ..عند إبصار المنى..

هذا أنا..
روحي تطير..
في قدسنا المنهوب..
وعند معين دجلةٍ..
عيناي أبصرتا دماءً..
وصراخاً وبكاءً
ونشيجاً وعويل..
أنا من رأيت الطفل ينظر ساهماً..
أدمى العذاب قَلبه..
وتوقفت لغة الكلام ..
في مشهد الأموات والآهات والدمع الأليم..
أنا من رأيت الطفل ينظر ساهماً..
للنخلة الخضراء حينما تفى ويفنى
كل جهد الزارعين..
للشمس تمضي في الغروب ..
للنجم يؤنس ليله..
في ظلمة كالقبر تجتاح المكان..
تخفي دموع الحرقةِ..
أنا من رأيت العمر ينحت نفسه..
في تقاسيم العجوز..
حينما يجلس قهراً..
في ثنايا الخيمة..
يرقب الأمس يناجيه بشوقٍ وحنين..
: إيــــه يا قدس ويـــا بغداد أينك؟
إيــــه يا زيتون أينك؟
إيـــه يا أشجار أينك؟
أين بيتي و زماني؟
أين مجدٌ قد بنيناه قروناً؟
كان سُلّمنا إليه ..
فوق ثكنات الجماجم..
كم وكم فيه صنعنا ..
كم دفعنا كم رفضنا
كم قُتلنا كم سُبينا
كم كتمنا الدمع فينا
وصعدنا في ثباتٍ
ورسخنا وهدمنا وبنينا
كم من الغالي وهبنا
لعيون المجد أعطينا وزدنا
كم وكم فيه رتعنا
كم ضحكنا وسعدنا
ورجونا وأََمِلْنا
ورسمنا في الحياة رسمةً شعّت ضياءً
الغدُ نحياه أهنى..
إيه يا ماضٍِ سحيقٍ قد تولى ..
أولا ترحم شيخاً آسِفاً ..
فيكون العيش فيكَ .. صار أبهى ..
عُد فأنت الشمس حقا..
عُد فأنت العيش حُرا..
عُد أعد مجداً قديماً ..
صاغه موت الأكارم..
عُد أعد ريحانة الأنس
وأزهار السعادة..
عُد أعد روحاً إلينا ..
كلنا يحمي حمانا ..
عُد أعد بسمة طفلٍ..
بات يبكي بعدما ..
كان في الصبح يصيح في سكون..
عُد أذّل الذل حقاً..
عُد أزل ذلّ المنون..
إيـــــه يا ماضٍ سحيقٍ
نام في وسط الدجى ..
ليت شعري أي يوم..
تنفض الأحلام فيه ..ثم تصحو ..
تنشلُ منا العنا
فنعيش في هنا..
ليت شعري ..أي يومٍ
يسمع الباغون فيه ..
صرخة الموت الأكيدة..